الارشادات المستديمه

{بسم الله الرحمن الرحيم}
1/ اولايجب معرفة أن البلاء يلازم المؤمن لقوله تعالى(أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ) العنكبوت الايه (2) ..وكذلك يلازم الناس كلهم لقوله تعالى(لَقَدْخَلَقْنَاالْإِنسَانَ فِي كَبَد)البلد الآية (4).
2/ عدم الحياء والإحساس بالحرج من هذه الأمراض فهي لم تترك أحدا حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على اصح الأقوال فقد سحر ونبي الله أيوب ناله أذى الشيطان, والعين سبب لقتل أكثر الناس كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
3/ الإيمان التام والتوكل الكامل على الله سبحانه وتعالى فهو وحده الشافي المعافى ,كما أذن في وقوع بالبلاء لا يرفع إلا بإذنه كما قال تعالى (ومَاهُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) البقره الآية(102)..ولكن نحتسب ونطلب الأسباب المباحة للعلاج.
4/ معرفة أن عظم الأجر مع عظم البلاء وان المؤمن حتى الشوكة يشاكها له فيها اجر, ويقول ابن تيميه عن من يغالب الجن هو في جهاد ولو قتل مات شهيد والجهاد ذروة سنام الإسلام والشهيد في منزلة الصديقين في الفردوس الأعلى .
5/ الأخذ بالأسباب المعنوية كالدعاء والتوكل واجب كذلك الأسباب الحسيه كالوقاية والحجامة والادويه والزيوت فقد كان النبي ( صل الله علية وسلم ) يقول عندما ادمي أصبعه فيضع أصبعه على ريقه ويضعه في التراب ويقول (ريقه بعضنا بتربة أرضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا) وأيوب قال له الله سبحانه وتعالى (ارْكُضْ بِرِجْلِك َهَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( تداوا عباد الله ولا تتدوا بحرام ).
6/ الإيمان بأن لكل داء دواء مهما طال الوقت وان الله مااخر الشفاء إلا لحكمه وان القرآن شفاء لا شك فيه حتى ولو لم يظهر الشفاء في الحال تأكد انك قد مشيت في اتجاهه خطوات فالصبر حتى تكمل المشوار وذلك لقوله سبحانه وتعالى (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) الإسراء الايه (82)..مع التأكيد أن الشفاء لا يكون الا لمن يؤمن بأن القرآن شفاء له ويؤمن بأن القرآن كلام الله وان الله هو الشافي وكلمات الله سبب من أسباب الشفاء أما من لا يؤمن بان كلام الله تعالى والقرآن شفاء له فهو لا يشفيه ويكون عليه كما قال تعالى (ولا يزيد الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ) والظلم عند بعض العلماء هو الشرك وعدم الإيمان.
7/الإكثار من الدعاء فالدعاء عباده والحذر من القنوط من رحمة الله وعدم استعجال الاجابه وقول الإنسان دعوت ولم يستجب فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (يستجاب لأحدكم مالم يعجل )بقوله دعوت فلم يستجب لي فان الله سبحانه وتعالى يستجيب الدعاء ولو بعد حين.
8/ التزود بمقويات الروح كالقيام في الثلث الأخير من الليل فقد شفى الله حالات متأخرة جداً بالقيام بسورة البقره كاملة كل يوم كذلك الصيام والصدقة بنية الشفاء لقوله صلى الله عليه وسلم (داووا مرضاكم بالصدقة ) وكل العبادات الأخرى من ذكر ودعوه إلى الله وعمره وكذلك الواجبات كالصلاه والصيام وغيره
9/البعد عن كل مايغضب الله والبعد عن الكبائر خاصة وعن الشرك بالله وتعليق التمائم والاستغاثه بغير الله فان الشيطان يتغلب علينا بذنوبنا لقوله (إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَاكَسَبُوا)
آل عمران(155)..والصغائر تبعد العبد من نصرة الله وقربه وتوفيقه إذا أصر العبد وجاهر بها .
10/ الأخذ بالمقويات النفسية من الثقة بالنفس وحسن الظن بالله والإحسان للناس وحسن التعامل والخلق وحب الخير للناس والرحمة بالمرضى والمصابين والدعاء لهم وملء أوقات الفراغ وعدم الوحدة ,والجلوس مع الأشخاص المتفائلين وتجنب جلوس مع المحبطين والاستماع لمحاضرات التزكية والتنمية البشرية وفن التعامل ومهارات الاتصال وبعض الكتب المفيدة مثل ( لاتحزن لعائض القرني-اسعد امرأه في العالم ) وغيرها من الكتب.
11/الموازنة بين الطب البشرى العضوي وبين العلاج الرباني فلا بد من مراجعة الأطباء المختصين خاصة إذا كانت هنالك أعراض عضويه فلا يأتي العلاج إلا بشقيه الطبي والرقية الشرعية ويجب ألا يفترقا حتى يأتي الشفاء من الله وحده ولا شفاء إلا من الله .
12/ عدم التنقل من معالج لآخر ومن طريقه لآخري فذلك يضعف العلاج ويقطع مسيرة الشفاء فان لصلاح المعالج وتقواه اثر في العلاج ولكن ليس بالكبير بل العبرة بالمريض والمرض فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم عالج مريض بقوله ( اخرج عدو الله ) فشفى واحتاج في مريض آخر أن يتفل في فيه وقال ( اخرج عدو الله لن تعدو قدرك ) أما في الثالث فاحتاج رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضربه في صدره وظهره حتى خرج شيطانه وكذلك علماء الامه كان ابن تيميه يخرج الجن بآية واحده وأحيانا يحتاج أن يضرب المريض بعصاه في عنقه حتى يظن الناس انه قد يموت , ومن ذلك يتأكد أن الراقي له اثر ولكن نوع المرض والعارض والمريض هو الفيصل في العلاج .
13/ معرفة أن شطر العلاج في التحصينات والأذكار ويجب أن يكون كل شيء بذكر الله مثل الأكل و النوم والشراب والدخول والخروج ووضع الأشياء والنوم على وضوء والطهارة وان يقتني كل مصاب حصن المسلم ولا يتهاون في أذكار الصباح والمساء فان التكاسل فيها يعود بالانتكاسة على المريض وهي اخطر بكثير من المرض نفسه , فكل شيخ او راقي لا يشدد علي المريض في التحصينات فلا يقرب ولا يستشفي عنده فهو إما جاهل او مستقل للمرضي .
14/الإيمان بأن الشيطان مهما علا فهو حقير لقوله تعالى (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا )النساء(76).. ولكن الإنسان ضعيف في خلقته قوى فقط بالله سبحانه وتعالى لقوله (أَهُمْ أَشَدُّخَلْقًاأَم مَّنْ خَلَقْنَاإِنَّاخَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ)الصافات (11)..بعد ان تكلم عن خلق السموات والأرض وقدرات الجن فلا قدرة لنا إلا بالله لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم تصاغر الشيطان حتى يصير كالذبابة ) , لذلك وجب التنبيه الى عدم الخوف منهم حتى ولو ظهر لأحد فعليه بمهاجمته وان يستعيذ ولو تعرض له في النوم بالجاثوم أو (أبو كباس ) يقبض عليه ويقرأ آية الكرسي ويزجره ,ومن نوى ذلك وفقه الله لقرآتها حتى في النوم وقد حدث كثيراً ,وعدم الالتفات له في الوسوسة فانه يحطم المعنويات ولا يلتفت إلى تهديده بالقتل والفشل والأهل والمال فان التحصينات كفيله بدحره والتوكل على الله كفيل برده.
15/التكتم على العلاج والتحسن في ألحاله حتى تمام الشفاء وذلك امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم (اقضوا حوائجكم بالكتمان)لما يترتب عليه من الحسد وتجدد السحر والمرض وانتكاس ألحاله .
16/ الحفاظ على الصحة وحسن التغذية وتنوع الاطعمه .
17/ التحكم في المشاعر والأحاسيس خصوصاً الفرح أو الضحك والحزن والبكاء الشديد والغضب والانفعال الحاد والخوف المرضى فهذه أوقات يدخل فيها الشيطان للجسم ولامناص له إلا عن طريقها أو عن طريق العين أو السحر .
18/ عدم النوم عارياً أو بأثواب شفافة جداً كذلك النوم وحيداً,عدم إكثار النظر في المرآة خاصة عاريا وعدم كشف المحاسن لغير الحاجة والتبريك على كل شيء والنفس أولا وذكر الله حين التعليق على شيء ما والوصف لشيء ما فللواصف التبريك (بارك الله فيك) وللموصوف ذكر الله (الله اكبر ثلاثا).
19/ الالتزام بالبرامج العلاجية حسب نوع الحاله وعدم قطع العلاج لأي سبب.
20/ من الطبيعي جداً أن تزيد الحاله المرضية شده وتعب في كل الحالات بلا إستثناء إلا نادراً جداً ومن جلسه واحده يزول المرض نهائياً فهنالك علاقة متطردة كل ما كانت الاصابة قديمة احتاجت وقت اطول للعلاج غير ان استجابة الدعاء من الرحمن ليس لها قانون فيقول كن فيكون الشفاء .
21/عدم استخدام البرامج العلاجية والإعشاب إلا بعد استشارة ذوى الخبرة فمنها السام وأكثرها فيه نسبة من السمية إذا اخذ بجرعة زائدة ومنها المجهض للمرأة الحامل ومنها ما لا يتوافق مع أصحاب بعض الإمراض كالملح لأصحاب الضغط وغير ذلك .
22/ متابعة الحاله مع المعالج وذلك حسب أوقات الجلسات أو الاتصال معه ومصارحته بأدق التفاصيل والالتزام بتعليماته وإبلاغه عن كل طارئ.
23/إتباع هذه الإرشادات حتى بعد العلاج لأنها هي منهاج للمسلم في حياته وسبباً في سعادته في الدنيا والآخرة ولولا أن قدر الله ولولا إهماله له لما أصيب بهذا الداء.
24/ من اهم النصائح التي احب ان اركز عليها لكل من اتابع حالاتهم من المرضي هي ( كل ذكر يقال او قران يتلي او دعاء يتضرع به ) يجب ان يكون بثلاث نيات التعبد لله والشفاء من كل داء والتحصين من كل شر ومن فضل الله تقبل جميعا .
25/ قراءة هذه الإرشادات كل حين لأى مريض وكلما أحس الإنسان بالوهن والضعف والتخاذل عليه أن يعيد قراءة هذه الإرشادات لكي يجدد من عزمه وقوته.
26/وأخيراً كما هو أولاً فان المعالج والراقي والطبيب إنما هو مرشد ومعاون أما الشافي الحقيقي هو الله تعالي القائل(وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) الشعراء (80)...فالتوكل على الله ثم الثقة في النفس راس العلاج ,فالمريض العاقل طبيب نفسه وهو أساس الشفاء ولا يلتفت إلى عظم وصعوبة الحاله فان المريض إذا قويت نفسه ضعف شيطانه كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث تلاقى شيطان المؤمن وشيطان الكافر.